من هنا نبدأ
ما أجمل أن يعيش الإنسان في حياته سعيدا مطمئنا بالإيمان مرتاحا في طاعة ربه وقراءة القرآن وصلة الأرحام والتآخي في الله مع إخوان جعلوا للصداقة طعما آخر تأنس بقربهم وتشتاق لرؤيتهم وتقرح للقياهم وتحزن خوفا من فراقهم .. يشاطرونك حزنك ويشاركونك همك ويحرصون على كسب ودك وإرضائك. صداقة ، يصعب وجودها في مثل هذا الزمان وقلما تجد من يحافظ عليها ويصونها ، يعجز القلب قبل القلم عن وصف تلك المشاعر الصادقة التي صدقت الحب في الله ، صفاء روح ونقاء سريرة وتعاون على البر والتقوى ،وحث على الخير ودعوه إلى الله وإيثاره وقبل ذلك كله محبة الله وفي الله فصدق رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه حيث قال :"المتحابون في جلالي لهمن منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء " ولكن مهما يكن فالدنيا لا تدوم على حال لابد وأن يأتي يوما يجعل تلك الأيام ذكريات وتلك العشرة شريطا يمر في سويعات ، نعم ذلك الفراق الذي طالما سيطر على أفكارنا وهز كياننا خوفا من ذلك اليوم ، فراق يرسم على وجوه المتحابين حزنا يوم الوداع..
تخنقنا العبارات ويعصرنا الألم كيف لا .. وهو فراق أحبة أحببناهم من قلوبنا يعز علينا فراقهم فكما قيل "أحبب من شئت فإنك مفارقه" فإلى تلك القلوب التي تصافت والأرواح التي أئتلفت والتقت أقول لكم صبرا في هذه الدنيا فهكذا يبتلي المؤمن ولو طال لقاك بصديقك فاعلم أنك مفارقه ، إما فراق حياة أو فراق ممات ومن ذاق حلاوة اللقاء فلابد أن يتجرع مرارة الفراق ، فمن عبق الذكرى ومن وهج السنين تمر بآلاف البشر وتسع آلاف الكلمات ولكن يبقى الإنسان المخلص وتبقى الكلمة الطيبة والمحبة الصادقة وثبات نفس كلها صبر على أقدار الله ورضاء بقضائه وما جزاء ذلك كله إلا ظل تحت عرش الرحمن يظل به المتحابين من عباده فيبقى الأمل نبراس الحياة وشعاع يضئ دروبنا على أن نجعل لقاءنا في جنة الفردوس بإذنه ورحمته سبحانه
وآخر القول توديع نقول به
طوبى إذا ائتلفت في الله أرواح
عجبني وحبيت أكتبه لكم
تحياتي/ملكة القلب